الأمازيغية
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/52/Jean-L%C3%A9on_G%C3%A9r%C3%B4me_016_Pelt.jpg/170px-Jean-L%C3%A9on_G%C3%A9r%C3%B4me_016_Pelt.jpg)
الأمازيغ شعب يسكن شمال أفريقيا غرب النيل وغالب الأمم عليها.. وأثبت
علماء الجينات أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما
يفتح سؤالا عن الشعب القديم الذي انبثقت منه هذه السلالة، وفي عام 2007
اكتشف باحثون أوروبيون مجوهرات حجرية ملونة بمادة نباتية قرب مدينة فكيك
المغربية، وقدروا عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات
البدائية ب 82.000 سنة[1]. ![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/52/Jean-L%C3%A9on_G%C3%A9r%C3%B4me_016_Pelt.jpg/170px-Jean-L%C3%A9on_G%C3%A9r%C3%B4me_016_Pelt.jpg)
وهذا يؤشر على قدم وجود الإنسان بشمال أفريقيا، ويطرح سؤال عن السلالات التي مرت عبر شمال أفريقيا في الزمن الغابر.
تسمية الأمازيغ
عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri)وتشبه في مخارجها كلمة (مغربي)واشتقت منها كلمة "موريطانيا".. وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش".
أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب ال�مازيغي وهي النوميديون ، الموريتانيون، والريبو ( , R'bw).
وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربر. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات، كما كان يسمي الهنود غيرهم "مليج" ويسمي العرب غير المتكلمين بالعربية بالعجم. ويجدر الذكر أن لقب البرابر أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. ووقع أيضا ساكنة سوقطرة الجزيرة تحت مسمى البربر.
الدراسات العلمية الحديثة
أثبتت الدراسات[2] على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا بالمغرب والجزائر أن الصفة E-M81أو(E1b1b1b) هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267 ، وهذا يجعلنا نستنج أن الانتماء اللغوي لا يعكس تماما الانتماء العرقي.[3] [4]
كما أن العلماء يقدرون عمر هذه السلالة ب 5600 سنة فقط، أي أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش قبل 5000 سنة فقط.
وأثبتت الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b. كما وقد ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة 0.6% في الإمارات العربية المتحدة[5] مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق من غرب آسيا.
وهذا العلم لا يسقط فرضية أن المغاربة عرب عاربة مع أن الصفة J1 تغلب على أهل اليمن فابن خلدون كان قد ذكر أن في زمانه غلب البدو العدنانيين على اليمن، هذا يعني أن الصفة الغالبة في اليمن اليوم هي للعدنانيين إنه يتبقى أن العرب العاربة في E1b1b1 وهي صفة تتواجد باليمن وسلطنة عمان وباقي الجزيرة العربية بالإضافة إلى أن الفرع E1b1b1c1 يميز الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ونادر الوجود خارج المنطقة العربية.
وأثبت هذا العلم أيضا أن هذه الصفة (E1b1b1b) تمثل 8% من الشعب المصري لكنها ليست من صفات الأقباط(J1 نسبتها 39.4% وE-M78 نسبتها 15.15% وR1b نسبتها 15.15% وE3b* نسبتها 6% وB نسبتها 15.15% وJ2 نسبتها 6% وK* نسبتها 3%)[6] Hassan et al أي أن المصريين والمغاربة قديما يختلفون عرقيا.
وثبت أيضا أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81أو(E1b1b1b) فهم يتوزعون على السلالات (5% من E1b1b1 و15% من E1b1b1a و 30% من G2a و 20% من J2 و 10% من J1 و 10% من T و 10% من R1b1c) وهذا حسب دراسة Shen et al. 2004 [7] وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكونا لسلالات اليهود الليبيين وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي.
كتابة الأمازيغ
تيفيناغ والقلم الحميري
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3f/Tamazgha.png/220px-Tamazgha.png)
حروف من تيفيناغ
خط التيفيناغ خط أبجدي قديم وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الابتدائية.
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/0/0d/Fig14_c_lg.jpg/220px-Fig14_c_lg.jpg)
الخط الصفئي المتفرع عن الخط المسند الحميري
والجنوبي
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/0/0f/An_036a.jpg/220px-An_036a.jpg)
تشابه حروف التيفناغ مع خط الحبشة
كتاب الفهرست
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/Tinifagh_intedeni.jpg/220px-Tinifagh_intedeni.jpg)
الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر
بوضوح في الصورة وتؤكد صلة التيفيناغ
بالحبشة
كتابة التيفيناغ استعملها الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا خاصا بلأمازيغ. كما أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديمالفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي إلى نفس مجموعة الخطوط البدائية التي ينتمي إليها خط المسند أو القلم الحميري الخط العربي القديم، هذا وقدم ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي.[8]
كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى[9].
تابع الأمازيغية
الخط المغربي
بالعودة إلى تاريخ ابن خلدون، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب بعد دخول الإسلام أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها كسيلة الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته، واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره، وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك الأدارسة إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة الفاطميين.
وفي الوقت الحاضر فإن لغة أبنائها هي العربية وهي من بين القبائل التي تعرف بالبرانس، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة لغتهم أيضا العربية. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية و ابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم".
هكذا وقد دخل الأمازيغ الإسلام وتعلموا العربية لغة القرآن وساهموا في تطوير الخط العربي وظهور الخط المغربي بأنواعه وبالمشرق ذكر منهم البربري المحرر وولده الذي قال عنه ابن النديم أنه كان يعلم المقتدر وأولاده وكانت له رسالة في الخط والكتابة سماها تحفة الوامق لم ير في زمانه أحسن خطا منه ولا أعرف بالكتابة.
انتشار الأمازيغ
يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر و مالي جنوباً.
مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقية، إستعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللهجات الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت لهجات المغرب العربي والتي تختلف بعض الشيء عن لهجات المشرق العربي.
المغرب
يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة.
المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :
1 - منطقة الريف الأوسط شمال المغرب : ويمتد الريف الأوسط الناطق بالريفية على مساحة حوالي 30.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 5.6 مليون من الناطقين بالريفية. ويوجد الناطقون بالريفية أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان) بنسب قليلة جدا.
(ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفيت) بحوالي 6 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.
2 - منطقة الأطلس المتوسط : هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 50.000 كيلومتر مربع.. وتتميز بقساوة في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية.
(ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 7 مليونين نسمة[بحاجة لمصدر]).
3- مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع.. وتنتشر في هذه المناطق (تاشلحيت / تاسوسيت).
(ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة[بحاجة لمصدر]). حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 80 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة
الجزائــر
حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 40إلى 50% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 35مليون نسمة حسب احصائيات جانفي 2009 تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر بمناطق كثييرة أهمها :
- منطقة القبائل: وتنتشر بها اللهجة القبائلية في المنطقة الواقعة شمال الجزائر ويبلغ عدد المتكلمين بها حوالي 07 ملايين مستعملة في منطقة القبائل التي تضم كل من ولايات تيزي وزو ، بجاية ،بومرداس ،البويرة وجزء من ولاية سطيف و برج بوعرريجو البليدة و المدية والجزائر العاصمة لتواجد الولاياة الاخيرات على حدود مع تيزي وزو وبجاية، كما أن ولايةالجزائر العاصمة 70 بالمائة من سكانها أمازيغ.
- منطقة الشاوية: تستعمل بالمنطقة اللهجة الشاوية في الجزائر و توجد كذلك بتونس من حيث التعداد البالغ قرابة 5 ملايين مستعلمة في ولايات باتنة ، خنشلة وأم البواقيعامة وجزء من بسكرة وتبسة وسوق اهراس و قالمةو سطيف و كذلك قسنطينة و الڨصرين(تونس) كامتداد لفروعها.
- بنو مزاب : تتركز اللغةالمزابية أساسا بولاية غرداية ( تغردايت ) الواقعة في الخط الأحمر بين الشمال والجنوب و هي الشبكة الجغرافية المسماة : وادي مْزاب يبلغ تعداد المتحدثين بالمزابية حوالي أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة(300.000).
- الطوارق: تستعمل اللهجةالترقية عند الطوارق الذين يفضلون تسمية تماجيغت أي بقلب حرف الزاد بحرف الجيم ، يتواجد الطوارق خصوصا بولايات تمنراست ، إليزي، أدرار وبشار يبغ عدد المتحدثين بها حوالي أكثر من مليون و نصف مليون نسمة كما أن الطوارق يتواجدون كذلك في ليبيا و مالي و النيجر و حتى بوركينافاسو.
-الشناوية يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة.
الشلحة : متواجدة بولاية تلمسان على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة.
-أمازيغ تقارقرانت: ويتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الامازيغة المعربة حيث تستعمل هذه الممناطق الكثير من الكلمات الامازيغية مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيدة وحتى بعض المناطق بغليزان.كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في اقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون) ، ويوجد بولاية البليدة امازيغ " بني صالح و بني ميصرة و بني مسعود"
تونس
يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية 000 800 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، ڨفصة، الڨصرين و جبال خمير
ليبيا
يتركز أهلها في جبل نفوسة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس.
مصر
هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد، والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.
وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.
يتبع ...
تابع الأمازيغية ..
التقويم الأمازيغي
يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.
خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصا منذ تولي سي أمون ( أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون )
وبعد أن توفي سي أمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني ( آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون ) الحكم في مصر لم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا وأطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود، وعقد معها صلحا مهينا تمت جميع شروطه على حساب مصر وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك قام بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم ..[بحاجة لمصدر] فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلميا وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 959 قبل الميلاد أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة وهذا هو سبب احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغ.
وتجدر الإشارة أن مصر كلمة أمازيغية محرفة من أصلها الثابت " مزرَ " والتي تعني باللغة العربية " ذات الأحجار " نسبة إلى كثرة الأحجار في رمال الصحراء المصرية الفرعونية. [بحاجة لمصدر] ...
تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.
آمون
يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا.
عبد الأغريقآمون الأمازيغي (حمون)، وفي ما بعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي ما بعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل.
كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.
تانيث
تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت باسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.
ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.
إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس. وبطبيعة الحال وحد الأمازيغ الإله قبل دخول الإسلام ، فمن خلال عبادتهم للطبيعة وصلوا توصلوا إلى توحيد الإله المعبود وكان يُطلق عليه اسم " أكوش " أو " أوشت "
من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.
يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال أفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.
المسيحية
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f4/Augustine_of_Hippo.jpg/220px-Augustine_of_Hippo.jpg)
القديس أوغسطين
آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.
الإسلام
وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم.
ويمكننا أن نلمس مدى تشبت الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:
(وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد. وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم.
وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم)..
(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام : دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين : أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في :آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله :وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).
اللباس و الطبخ الامازيغي
جلابة و الَجَرِدْ و البرنس و الحولي وهي أقدم لباس امازيغي في شمال أفريقيا .. فيما يعتبر كسكسو أو الكسكس أو الكسكسي أشهر أطباق الامازيغ و هو أيضا طبق يعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام.
عادات الأمازيغ
العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية إضافة إلى أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والاستيعاب و الفهم. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزهة والسياحات.
التعليم الليلي
للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين.
وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الانطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الالتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الاحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة.
وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم.
عرس القرآن
هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة.
إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.
تاحزّابت
تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة.
ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني.
البردة والهمزية
لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الاعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) الذين يحظيان في شمال أفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.
التقويم الأمازيغي
يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.
خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصا منذ تولي سي أمون ( أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون )
وبعد أن توفي سي أمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني ( آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون ) الحكم في مصر لم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا وأطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود، وعقد معها صلحا مهينا تمت جميع شروطه على حساب مصر وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك قام بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم ..[بحاجة لمصدر] فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلميا وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 959 قبل الميلاد أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة وهذا هو سبب احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغ.
وتجدر الإشارة أن مصر كلمة أمازيغية محرفة من أصلها الثابت " مزرَ " والتي تعني باللغة العربية " ذات الأحجار " نسبة إلى كثرة الأحجار في رمال الصحراء المصرية الفرعونية. [بحاجة لمصدر] ...
تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.
آمون
يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا.
عبد الأغريقآمون الأمازيغي (حمون)، وفي ما بعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي ما بعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل.
كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لازال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.
تانيث
تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت باسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.
ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.
إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس. وبطبيعة الحال وحد الأمازيغ الإله قبل دخول الإسلام ، فمن خلال عبادتهم للطبيعة وصلوا توصلوا إلى توحيد الإله المعبود وكان يُطلق عليه اسم " أكوش " أو " أوشت "
من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.
يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال أفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.
المسيحية
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f4/Augustine_of_Hippo.jpg/220px-Augustine_of_Hippo.jpg)
القديس أوغسطين
آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.
الإسلام
وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم.
ويمكننا أن نلمس مدى تشبت الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:
(وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد. وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم.
وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم)..
(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام : دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين : أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في :آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله :وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).
اللباس و الطبخ الامازيغي
![](http://s1.hespress.com/cache/thumbnail/article_medium/_img_thesahara2.jpg)
جلابة و الَجَرِدْ و البرنس و الحولي وهي أقدم لباس امازيغي في شمال أفريقيا .. فيما يعتبر كسكسو أو الكسكس أو الكسكسي أشهر أطباق الامازيغ و هو أيضا طبق يعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام.
![](http://www.recettes-cuisine-afrique.info/IMG/jpg/couscous.jpg)
عادات الأمازيغ
العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية إضافة إلى أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والاستيعاب و الفهم. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزهة والسياحات.
التعليم الليلي
للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين.
وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الانطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الالتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الاحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة.
وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم.
عرس القرآن
هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة.
إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.
تاحزّابت
تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة.
ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني.
البردة والهمزية
لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الاعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) الذين يحظيان في شمال أفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.
يتبع ..
تابع الأمازيغية ..
تّرجيز
الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه.
ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الاحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم.
وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك.
إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقرآن، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش.
يجب ألا نرى الاحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقرآن مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء.
مشاهير الأمازيغ
" فأنت، أبقاك الله ومتعك بالعافية، قد كنت فى تاريخ العرب الحديث نفحة علوية من مجد آبائنا الغر الميامين، وكنت فى ضمير كل عربى صدى للأمانى البعيدة التى لا تزال ترددها دماؤنا فى أبداننا العربية الحية، وكنت قبسا من فضائل أسلافنا يحدث عن نفسه بلسان عربى مبين، وكنت برهانا جديدا لأهل البغى على أن العربى لا يذل أبدا ولا ينام على الضيم يراد به. ثم كتب الله لك بعد عشرين سنة من الأسر أن تعود كما كنت عربيا حرا حمى الأنف ذكى الفؤاد، تأنف لأمتك وعشيرتك أن يروا ميسم ذلهم وهوانهم على جبين أكرمه الله بالنصر مرة، وامتنحه بالأسر تارة أخرى.
فعش فى حمى مصر أيها الرجل أميرا على قلوب مليون نسمة من العرب وأربعمئة مليون من المسلمين، وجزاك الله عما قدمت للعرب أكرم جزاء وأوفاه. "
كتبها شيخ العربية محمود محمد شاكر في مجلة الرسالة مرحبا بمقدم محمد بن عبد الكريم الخطابي من منفاه في فرنسا إلى مصر سنة 1947 تحت عنوان "أسد إفريقية"[10]
• محمد بن عبد الكريم الخطابي
• يوبا الأول
• يوبا الثاني
• طارق بن زياد
• زيري بن مناد الصنهاجي
• بلكين بن زيري
• المعز بن باديس
• أبو زيان
• سليمان باشا الباروني
• ميلود بن سعيد الشقروني
• علي ساسي التقربوصي
• موسي بيك قرادة
• سالم بيك البرشوشي
• سيفاكس
• زين الدين زيدان
• معتوب لوناس
• ماسينيسا
• عسو بإسلام
• سيفاكس يوكرتن ..
تابع الأمازيغية من مصدر آخر
يعتبر البحث في الأصول التاريخية للأمازيغ أمرا صعبا نظرا للاختلافات العديدة حول نسبتهم، وإذا كان الأمر كذلك على مستوى الأصول، فهو مختلف إذا تعلق بمسألة التسمية التي تبدو أكثر وضوحا.
التسمية
كلمة أمازيغ مفرد تجمع على "إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث "تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ".
وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين.
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ".
أما اسم البربر أو البرابرة فأصله لاتيني ويعني المتوحشين أو الهمجيين، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وإن كان عدد من مثقفي الأمازيغ لا يتبنى هذه التسمية ويرى فيها سلبيات عهود ظلم قديم لحق بالأمازيغي عبر التاريخ.
وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم.
وإذا كانت دلالة مصطلح أمازيغ اللغوية تعني الرجل والإنسان الحر، فإن الدلالة التاريخية تحيل إلى "أمازيغ" الأب الروحي للبربر أو الأمازيغ.
وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديد نسب الأمازيغ بقوله "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وأن اسم أبيهم أمازيغ".
الأمازيغ وإشكالية الأصل الأمازيغ أو البربر مصطلحان يستعملان في الغالب للدلالة على السكان الأصليين الذين قطنوا شمال أفريقيا.
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة:
1- الأصل الأوروبي
أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية، ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا، وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا.
ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية من جهة، وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى.
وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين (gaulois) أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال، وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني.
ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس، بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر، وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود، أو بينهم وبين الطوارق.
2- الأصل المحلي
ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثربولوجية، إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)، وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية، والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى.
3- الأصل العربي
ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب، حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها.
ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن، خصوصا قبائل بربرية مثل "هوارة وصنهاجة وكتامة" أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة.
وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح، فالكنعانيون ليسوا عربا، وليسوا من أبناء سام.
ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب، ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي، وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها البربر، ولا وجود للعرب آنذاك.
ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا.
وفي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا.
ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية.
وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في "برقة"، والقرطاجيون والرومان. واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم.
وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية.
معتقدات الأمازيغ هي التصورات الميثية والأسطورية التي نسجها الأمازيغ، وذلك إيمانا منهم بوجود قوى عليا تحرك العالم وتحكمه، وكأي شعب سعى الأمازيغ للبحث عن هذه القوى والتقرب منها. لم يؤمن الأمازيغ بآلهة أمازيغية فقط، وإنما تأثروا بمعتقدات جيرانهم المصريين كما تأثروا بالمعتقدات الفينيقية والإغريقية والرومانية، وبجانب الإيمان بتعدد الآلهة آمن الأمازيغ بالديانات الإبراهيمية.
الأمازيغ والحياةيمكن التمييز بين ظاهرتين ترتبطان بالطقوس الدينية المرتبطة ب الدفنية أيضًا ببناء الأضرحة والقبور، كما قدسوا أسلافهم وملوكهم.
الطقوس الدنية
كان الأمازيغ يدفنون انفسهم في شكل جانبي وبشكل مثني وفي أحيان أخرى في شكل جانبي. وكانوا يصبغون جثث موتاهم بالطين الأحمر أو الأوكر وكانت هذه العادة قفصية أكثر مما كانت ايبيروا-مورسية، وكلاهما يعتبران أسلافا للبربر. كشفت بعض المقابر الماقبل تاريخية أنه كانت توضع بعض الأدوات مع الميت كالأسلحة والحلي وقشور بيض النعام، ربما ليستخدمها في العالم الآخر.
خلافا لأمازيغ الشمال الأفريقي، قام الغوانش وهم سكان جزر الكناري الأصليين بتحنيط جثث موتاهم فكان البعض منها يجفف ويلف بجلد الماعز. أما في شمال أفريقيا، فقد عثر فاريزيو موري سنة 1958 عن مومياء ليبية قديمة أقدم من المومياءات المصرية القديمة.
تقديس الموتى
يعتبر مؤلف كتاب البربري الإنجليزي أن تقديس الموتى أحد أهم مميزات الأمازيغ في العصور القديمة. وبالفعل فهي ظاهرة قديمة في شمال أفريقيا غرب مصر، حيث كتب عنها بومبينوس أنه في أوجلة تعتبر أرواح الأسلاف بمثابة آلهة. إذ أنهم يقسمون بها ويستشيرونها في أمورهم ثم ينامون ليتلقوا الإجابات في شكل أحلام.
لم يغفل هيروديت الذي يرجع الفضل إليه بإمداد الكتب التاريخية بأخبار ليبيا القديمة، حيث يروي لنا في الكتاب الرابع في إطار الحديث عن قبيلة الناسمون ما يلي:
يقسمون برجال منهم عرف عنهم الورع والشجاعة في حياتهم، بعدما يضعون أيديهم على قبورهم. وهم يتعبدون بزيارة القبور التلية لأسلافهم، ويستلقون فوقها بعد الصلاة. ويتقبلون كل ما سيرونه في منامهم.
إلى يومنا هذا لايزال البربر يقدسون قبور الأولياء في شمال أفريقيا خاصة في المغرب، البلد الذي يسمى أحيانا ببلد ألف ضريح وضريح، بحيث أنه لا تكاد تخلو أي قرية من ضريح يقدسه سكانها حتى بعض المدن سميت نسبة إليها كالمدن التي تبدأ باسم: "سيدي...". ويعرف الولي أو القديس عند الأمازيغ في أيامنا باسم: "أمرابض" وهو الاسم الذي حوره الغرب في لغاتهم إلى: "مرابوط" (Marabout).
إلى جانب تقديس الأولء عبد يتضح من خلال التنقمال أفريقي يدفن موتاه في حفر صغيرة، غير أنه أدرك في ما بعد أن تلك الجثث تصبح هدفا للحيوانات المفترسة وليتفادى ذلك قام بدفنها في حفر أعمق كما قام بدفنها في الصخور والقبور الدائرية وفي قبور تشبه التلال كما هو الشأن في قبر تين هينان.
الشمس والقمريعرف القمر باسم "ايور" في اللغة الأمازيغية، والاسم نفسه كان يشير إلى الرب القمر لدى الأمازيغ كما أوضح كامبس. وعبادة القمر عموما تضرب في القدم فكما أكدها ابن خلدون، نجد أن المؤرخ اليوناني هيرودوت قد سجل أن الليبيون القدماء على اختلافهم كانوا يقدمون القرابين للشمس والقمر حيث قال:
يبدؤون بقطع أذن الضحية ويلقونها على منازلهم ثم يقتلونها بلي عنقها. يتقربون بها إلى الشمس والقمر، ولكن ليس لأي إله آخر، وهي طقوس معروفة عند كل لليبيين.
أما في القرن الأول قبل الميلاد فقد أشار شيشرون إلى تقديس الملك النوميدي ماسينيسا للشمس، حيث قال نقلا عن سيبيو أفريكانوس: "حين قدمت إليه، عانقني الشيخ - يقصد ماسينيسا - بعيون دامعة، ثم نظر إلى السماء قائلا:
أشكرك أيتها الشمس العظيمة كما أشكرك أيتها الكائنات السماوية لاستقبالي سيبيو في حياتي ومملكتي وقصري.
إلى جانب هذه الروايات التاريخية، تم العثور على نقوش باللغة اللاتينية تحمل معنى "الشمس العظيمة"، ومن أمثلتها عبارة Solo Deo Invicto التي عثر عليها في سوق احراس بالجزائر الحالية. وفي التراث المسيحي المصري نجد أن عبدة الشمس من الأمازيغ قد حاولوا إجبار الأنبا صمويل على تعظيم الشمس.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد ثور هايردال أن الأهرام الكنارية قد شيدت تعظيما للشمس، ويعتقد أن هذه العبادة قد نقلها عبدة الشمس من الأمازيغ من البحر الأبيض المتوسط إلى القارة الأمريكية مرورا بجزر الكناري.
عبد الغوانش إلهًا يسمى "أشمان"، وكانوا يقدمون له الأضحية والخمور تقربا إليه، وكان تجسيده يشبه الشمس. وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش إلها شمسيا وكانوا يسمونه "ماجك" و"آمن" وهو اسم قد يعني "الرب"، ففي إحدى لهجات الطوارق تشير كلمة "امناي" إلى اسم الله.
كان الأمازيغ يعبدون الشمس وهي تغرب وهو ما كان متجسدا في الآلهة آمون والممثل بقرني الكبش. وإلى جانب الشمس والقمر عبد الأمازيغ الكهوف والجبال والوديان والحجارة.
الديانة المصرية الأمازيغية
المصريون القدماء هم أقدم جيران الأمازيغ، وهم أقربهم عقائديا إليها. تضرب جذور العلاقات المصرية الأمازيغية في أعماق التاريخ، وقد أشارت أقدم كتابة مصرية إلى إحدى قبائل البربر القديمة وهي التحنو. أكثر من ذلك يميل بعض المؤرخين إلى جعل أصل صحراوي قبل تاريخي مشترك بينهما، ومن ثم كان تشابك المعتقدات المصرية والأمازيغية في حالات مختلفة.
آلهة مصرية
يعد كل من الإلهين إيزيس وأوزيريس أبرز الآلهة المصرية القديمة التي اكتسحت معتقدات الأمازيغ الشرقيين، وهو ما سجله هيرودوت قائلا:
على الرغم من أن هذه القبائل الليبية لا تعرف طعم لحم البقر، فإنها تمتنع عن أكله كالمصريين للسبب نفسه، وكلاهما لا يربون الخنازير. حتى في قورينا تعتقد النساء انه من الإثم أكل لحم البقر، وهم بذلك يعظمون الربة المصرية إيزيس، حيث أن كلا من الشعبين يتقربان إليها بالصيام والاحتفالات. أما النساء البرقيات فهن لا تمتنعن عن أكل لحوم البقر فقط، وإنما تمتنعن أيضا عن أكل لحوم الخنازير.
يبدو أن هذه القبائل قد امتنعت عن أكل لحوم الخنزير لأنه كان حيوان ست المقدس، فيما امتنعوا عن أكل لحوم البقر لكون البقرة حيوان أيزيس المقدس، حسبما يرى المؤرخ الليبي محمد مصطفى بأزمة. كان أوزيريس من ضمن الآلهة المصرية التي عبدها الأمازيغ كما أن مكانا على الأقل ذكره هيرودوت كا يحمل اسم "إيزيريس". لكن على الرغم من ذلك يعتقد بيدج (وقلة أخرى من المتخصصين) أن أوزيريس كان معبودا من أصل ليبي، قائلا: "أن كل النصوص التي أشارت أليه خلال كل الفترات كانت تصب في اتجاه كونه إلها أصيلا في شرق شمال أفريقيا وأن موطنه الأصلي قد يكون ليبيا".
آلهة ليبية
أشار المصريون القدماء إلى بعض من آلهتهم على اعتبارها ليبية جاءت من شمال أفريقيا غرب مصر كما تصورا بعضها حاكمة لتلك المنطقة. من أبرز تلك المعبودات نجد الربة نايت، وهي ربة بارزة في المعتقدات المصرية اعتبرها المصريون ربة ليبية استقرت في النيل غرب الدلتا. وكان الليبيون القدماء يتزينون بوضع وشم لها على أجسادهم.
يلاحظ أيضًا أن بعضا من الآلهة المصرية القديمة قد جسدت بريشتين كالربة أمنت. والريشتين هما عادة ليبية استخدمها الأمازيغ في تزيين شعرهم كما كانت تشير إلى الدرجة الاجتماعية العالية كما صورتهم ريشة أحد الرسامين المصريين. إضافة إلى ذلك كان رمز الريشة يعني الغرب أي بلاد الأمازيغ في الكتابة الهيروغليفية كان الغرب يسمى "أمنت" في اللغة المصرية القديمة وهو ما يمكن ربطة باسم إحدى الربات المصريات هي آمن أو أمنتت.
إذا كان من الممكن الجزم بأصل ألاه ما في كل من العقيدتين المصرية والأمازيغية، فإن الرب آمون سيكون بمثابة استثناء، فهو أعظم الآلهة في المعتقدين المصري والليبي. وإذا كانت معظم المصادر الحديثة قد أغفلت عن وجوده في الميث الأمازيغي، فقد كان لآمون حضور بارزا في التفاعلات التاريخية القديمة في شمال أفريقيا.
لم تقتصر عبادة آمون الليبي على الأمازيغ فقط، بل تجاوز إشعاع هذا الرب ليكون الرب الأعلى في مورفولوجيا المعتقدات الشمال الأفريقية غرب مصر، فحين وصل التجار الفينيقيون إلى شواطئ أفريقيا وشيدوا مدينة قرطاج كانوا يحملون معهم آلهتهم الفينيقية وخاصة كبير آلهتهم بعل. لكن بمجرد ما بدؤوا يتفاعلون مع البربر، بدأ آمون يفرض وجوده حتى اقترن ببعل في ما أصبح يعرف ب:"بعل - حمون" عند القرطاجيين.
أما عندما استقر الإغريق في قورينا الليبية، انتشر إشعاع آمون حتى في المدن الإغريقية، وإذا عبده بعض القورينيون باسمه، فقد وحده الإغريق بكبير آلهتهم زيوس، فكان هيرودوت يسميه أحيانا بـ "زيوس سيوة". وسيوة هي واحة اشتهرت في العالم القديم بمعبد "وحي آمون"، وحج إليها ألكسندر العظيم ليتم تسميته بابن زيوس.
الديانة الفينيقية الأمازيغية
الفينيقيون هم أحد الشعوب السامية، نسبة إلى ابن نوح "سام". أصلهم من فينيقيا في لبنان الحالية، وكانوا بحارة مهرة استقروا على السواحل المتوسطية، شيدوا قرطاج في تونس الحالية وتعاملوا مع سكانها وتزاوجوا معهم وربطتهم علاقات يمكن تقسيمها إلى مرحلتين بحسب أثرهما على ديانة الطرفين:
ما قبل حرب هيميرافي القرون الأولى من حياة قرطاج لم تكن هناك علاقات قوية بين الليبيين والفينيقيين. استمر فينيقيو قرطاج بعبادة آلهتهم الأصلية خاصة بعل وعشتارت. واستمرت هذه العبادات الأصلية إلى وقوع ما يعرف بحرب هيميرا بحيث هزم القرطاجيون بسهولة ضد الإغريق.
بعد معركة هيميرا بعد هزيمتهم أمام الإغريق، بدأ القرطاجيون بتغيير علاقاتهم مع الليبيين، بعدها سيصبح للأمازيغ دور فاعل في قرطاج بحيث تستفيد قرطاج من الجيش الليبي الذي سيكون قوة ضاربة في جيش هنبعل. إلى جانب هذه التغيرات العسكرية تم تغيير الحكم في قرطاج كما اكتسحت المعبودات الليبية المعتقدات القرطاجية. فبعد أن كانت عشتارت ربة عظيمة في قرطاج استبدلت بربة ليبية اسمها تانيت وهي ربة تمتعت بنفوذ واسع، وكان القرطاجيون يقدمون لها أبناءها تقربا إليها خاصة الفقراء منهم. أما بعل كبير آلهة الفينيقيين فقد دمج مع آمون كبير آلهة الليبيين وهو ما أصبح يعرف باسم بعل-حمون. يذكر أن بعض الأسماء النوميدية والفينيقية كانت تتكون جزئيا من اسم بعل ك: "أدهربل" و"حنيبعل".
الديانة الإغريقية الأمازيغية
تعتبر قورينا المركز الحضاري الأساسي الذي تلاقحت فيه الثقافتين الأمازيغية والإغريقية، إذ أثرت كل منهما في الأخرى. لكن على الرغم من هذا التفاعل الايجابي بينهما، عرفت علاقاتهما توترات انتهت بحروب قوية. عموما يمكن التمييز بين مرحلتين في العلاقات الأمازيغية الإغريقية، كما لكل مرحلة منهما طابعا متميزا أضفته على مورفولوجيا عقيدة الشعبين.
قبل معركة أيراسامنذ الوهلة الأولى يتجلى التأثير الليبي في المجتمع القوريني في الاسم "قورينا" نفسه. يرجع أصل التسمية حسب الأسطورة إلى صيادة أسود ليبية شجاعة كان اسمها سيري أو كيري. تفيد الأسطورة أن ألاه الإغريق أعجب بها واتخذها رفيقة له، كما اتخذها القورينيون حامية لهم إلى جانب أبولو. تزاوج الإغريق مع الليبيات كما تبنوا تقاليد ليبية، وتعلموا ربط أربعة أحصنة بالعربة من الليبيين.
أما من الناحية العقائدية، فقد بنى القورينيون معبدا للإله آمون، ووحدوه في ما بعد بكبير آلهتهم زيوس. وعن طريق القورينين عرفت عبادة آمون شهرة واسعة في بلاد الإغريق ويذكر المؤرخون أن ألكسندر المقدوني قطع مئات الكيلومترات عبر الصحراء ليصل إلى معبد آمون في سيوة حيث تم تبنيه كابن لزيوس.
إلى جانب عبادة آمون، يذكر المؤرخون القدماء أن آثينا الربة الإغريقية التي منحت اسمها للمدينة الإغريقية أثينا، من أصل ليبي. وهيرودوت يعتبر أبرزهم حيث قام بتغطية عبادة هذه الربة في ليبيا، وهو يعتقد أنها هي نفسها الربة نايث التي كانت تعبد حول حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت من بوصيدون والبحيرة تريتونيس، بحسب الأسطورة الليبية. ويعتقد هيرودوت أن لباسها والأيغيس من أصل ليبي، لأنها مشابهة لما ترتديه النساء الليبيات.
يذكر هيرودوت إلى جانب ذلك أن بوصيدون، أخ كبير آلهة الإغريق زيوس، ألاه ليبي في الأصل وأن الإغريق قد عرفوه عنهم، حيث يقول:
... وتلك المعبودات التي يزعمون (يقصد المصريين) عدم معرفتهم لها، وعلمهم بها، يبدو لي، أنها كانت ذات أصول وخصائص بلسجية ما عدا بوسيدون، فإن معرفة الإغريق لهذا الإله، قد كانت عن طريق الليبيين، إذ ما من شعب انتشرت عبادة بوسيدون بين أفراده منذ عصور عريقة غير الشعب الليبي، الذي عبده أبدا، ومنذ القديم.(الكتاب الثاني: 50)
على العموم، يبدو أن بعض الآلهة الإغريقية مرتبطة بشكل أو بآخر ببلاد البربر، فقد اعتقد الإغريق القدماء أن الربة لاميا من أصل ليبي اتخذها زيوس زوجة له، كما اعتقدوا أيضا بالأصل الليبي ل:"مادوسا" و"الغورغون". اعتمادا على كتابات هيرودوت يبدو أن الإغريق عرفوا الرب تريتون في بادئ الأمر في ليبيا. ويميل بعض المؤرخين القدماء إلى اعتبار أن حدائق الهسبريدس كانت توجد في المغرب الحالي في مدينة طنجة على الأرجح. وقد كان الإغريق يعتقدون أن الهسبريدس حدائق للعملاق أطلس الذي حكم عليه زيوس بحمل السماء، وأسطورة العملاق أطلس تنطبق مع رواية هيرودوت الذي سجل أن بعض قبائل البربر كانت تعبد الجبل أطلس وأن تلك القبائل كانت تعتبره أعمدة السماء.
بعد معركة أيراسا بدأ الانسجام بين الشعبين يتلاشى في عهد باتوس الثاني، فقد قام هذا الأخير بدعوة مجموعات إغريقية أخرى إلى قورينا الشيء الذي بدأ يقلق الليبيين الذين رؤوا في ذلك تهديدا لوجودهم. لجأ الليبيون في بادئ الأمر إلى طلب العون من المصريين وهو ما كان لهم، غير أن الإغريق تمكنوا من هزمهما.
يبدو أن هذا الصراع الليبي الإغريقي قد وجد له نصيبا في عقيدة كل من الشعبين، بحيث يعتبر أنتايوس تجسيدا لذلك الصراع. كان أنتايوس ابن بوصيدون آله البحر والربة غايا ربة الأرض، وكانت له رفيقة اسمها طينجس.
تحكي الأسطورة أن العملاق الإغريقي هرقل توجه إلى شمال أفريقيا والتقى أنتايوس الذي لا يهزم طالما كان بإمكانه الاتصال بأمه الأرض، لكن هرقل اكتشف الأمر فرفعه عنها إلى أن هشم أضلاعه وتمكن منه. بعدما قضى هرقل على أنتايوس اتخذ تينجيس رفيقة له، وأنجبت منه ابنا يسمى صوفوكس، زعم بعض الحكام الليبيين أنهم أحفاده كأمثال: "يوبا الأول". وإذا كانت بعض المصادر القديمة قد وصفت أنتايوس بملك أيراسا، فإن الروايات الأخرى اعتبرته حامي بلاد البربر في طنجة، حيث أورد بلوتارك ما يلي:
يروي الليبيون أنهم دفنوا أنتايوس في هذه المدينة "طنجة"، وقد قام سيرتوريوس بفتح قبره واندهش من حجمه الشيء الذي جعله يشكك في رواية هؤلاء البرابرة.
الديانة الرومانية الأمازيغية
بدأت الروابط الرومانية الأمازيغية كتحالف نوميدي روماني ضد قرطاج، فبعد هجوم هنبعل الذي هدد وجود روما، قرر الرومان تدمير قرطاج وكانت الظروف ملائمة لتحالف قوي مع النوميديين، وبالفعل تم تدمير قرطاج البونيقية لكن سرعان ما ضمت أراضى نوميديا إلى الإمبراطورية الرومانية.
قبل رومنة البربر زمن المقاومة، برزت آلهة حربية اعتبرها الأمازيغ القدماء أربابا للحروب تقف إلى جانبهم وتحميهم. وفي زمن مقاومة البربر للرومان برزت الربة أفري أو أفرو وهي ربة يشير اسمها إلى الكهف وتعتبر ربة حامية لبلاد البربر كانت ذا نفوذ واسع حسب ما ذكر بيلينوس الشيخ من أنه لايجرؤ أحد على الأقدام على عمل ما حتى يستشير الربة أفريقيا أي افري. ظهرت هذه الربة على نقود نوميدية منذ القرن الأول قبل الميلاد، ورافقت الأمازيغ في حروبهم ضد الرومان. أما عندما استقر الرومان في شمال أفريقيا بدأ تجسيد هذه الربة على النقود الرومانية في شمال أفريقيا كما اتخذها الرومان حامية لهم.
إلى جانب افري، عرف الأمازيغ عبادة غورزيل المجسد برأس الثور ،وهو ابن وحي آمون، وقد حمله الأمازيغ في حروبهم ضد البيزنطيين ويذكر كوريبوس أن شخصية مورية تدعى جرنة كان يعتبر الراهب الأعلى ل: "غورزيل" كما كان شيخ قبيلة لواتة ورئيس كونفدرالية القبائل المورية في حروبهم ضد البيزنطيين. ويروي الكاتب نفسه أنه عندما انهزم المور (يطانيون) فر جرنة وهو يحمل الصورة المقدسة إله غورزيل، غير أن أعداءه لحقوا به ودمروا صورة إله. ويعتقد الباحثون أن أنقاض معبد في المدينة الليبية غيرزا (Ghirza) كانت في الأصل معبدا ل:"غورزيل"، ويبدوا أن المدينة نفسها قد سميت نسبة أليه.
التأثير الروماني
بعد احتلال شمال غرب أفريقيا، انتشرت عبادات من أصل روماني في تلك البلدان وكان أشهرها عبادة جوبيتر كبير آلهة الرومان وهو الإله الذي عرفه البربر باسم ماستيمان. كما أحدث تمازج بين كبير آلهة الليبيين آمون وبين كبير آلهة الرومان جوبيتر بحيث أصبح يطلق على ذلك الإله اسم "جوبيتر-آمون". انتشرت أيضًا عبادة الإله الروماني "ساتورنوس" الذي كان له تأثير كبير على معتقدات أفريقيا الرومانية، إذ يورد القديس ترتوليان أن الأطفال كانوا يقدمون علنا كقربان إلى ساتورن. ويميل بعض المؤرخين إلى اعتبار ساتورن الشمال أفريقي في جوهره امتدادا لعبادة الرب القرطاجي "بعل حمون".
في عهد حكم الإمبراطور الليبي الأصل سبتيموس سيفيروس، أدخلت عبادة تانيت الليبية إلى روما.
تّرجيز
الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه.
ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الاحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم.
وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك.
إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقرآن، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش.
يجب ألا نرى الاحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقرآن مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء.
مشاهير الأمازيغ
" فأنت، أبقاك الله ومتعك بالعافية، قد كنت فى تاريخ العرب الحديث نفحة علوية من مجد آبائنا الغر الميامين، وكنت فى ضمير كل عربى صدى للأمانى البعيدة التى لا تزال ترددها دماؤنا فى أبداننا العربية الحية، وكنت قبسا من فضائل أسلافنا يحدث عن نفسه بلسان عربى مبين، وكنت برهانا جديدا لأهل البغى على أن العربى لا يذل أبدا ولا ينام على الضيم يراد به. ثم كتب الله لك بعد عشرين سنة من الأسر أن تعود كما كنت عربيا حرا حمى الأنف ذكى الفؤاد، تأنف لأمتك وعشيرتك أن يروا ميسم ذلهم وهوانهم على جبين أكرمه الله بالنصر مرة، وامتنحه بالأسر تارة أخرى.
فعش فى حمى مصر أيها الرجل أميرا على قلوب مليون نسمة من العرب وأربعمئة مليون من المسلمين، وجزاك الله عما قدمت للعرب أكرم جزاء وأوفاه. "
كتبها شيخ العربية محمود محمد شاكر في مجلة الرسالة مرحبا بمقدم محمد بن عبد الكريم الخطابي من منفاه في فرنسا إلى مصر سنة 1947 تحت عنوان "أسد إفريقية"[10]
• محمد بن عبد الكريم الخطابي
• يوبا الأول
• يوبا الثاني
• طارق بن زياد
• زيري بن مناد الصنهاجي
• بلكين بن زيري
• المعز بن باديس
• أبو زيان
• سليمان باشا الباروني
• ميلود بن سعيد الشقروني
• علي ساسي التقربوصي
• موسي بيك قرادة
• سالم بيك البرشوشي
• سيفاكس
• زين الدين زيدان
• معتوب لوناس
• ماسينيسا
• عسو بإسلام
• سيفاكس يوكرتن ..
تابع الأمازيغية من مصدر آخر
يعتبر البحث في الأصول التاريخية للأمازيغ أمرا صعبا نظرا للاختلافات العديدة حول نسبتهم، وإذا كان الأمر كذلك على مستوى الأصول، فهو مختلف إذا تعلق بمسألة التسمية التي تبدو أكثر وضوحا.
التسمية
كلمة أمازيغ مفرد تجمع على "إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث "تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ".
وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين.
وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ".
أما اسم البربر أو البرابرة فأصله لاتيني ويعني المتوحشين أو الهمجيين، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وإن كان عدد من مثقفي الأمازيغ لا يتبنى هذه التسمية ويرى فيها سلبيات عهود ظلم قديم لحق بالأمازيغي عبر التاريخ.
وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم.
وإذا كانت دلالة مصطلح أمازيغ اللغوية تعني الرجل والإنسان الحر، فإن الدلالة التاريخية تحيل إلى "أمازيغ" الأب الروحي للبربر أو الأمازيغ.
وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديد نسب الأمازيغ بقوله "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وأن اسم أبيهم أمازيغ".
الأمازيغ وإشكالية الأصل الأمازيغ أو البربر مصطلحان يستعملان في الغالب للدلالة على السكان الأصليين الذين قطنوا شمال أفريقيا.
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة:
1- الأصل الأوروبي
أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية، ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا، وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا.
ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية من جهة، وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى.
وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين (gaulois) أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال، وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني.
ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس، بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر، وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود، أو بينهم وبين الطوارق.
2- الأصل المحلي
ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثربولوجية، إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)، وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية، والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى.
3- الأصل العربي
ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب، حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها.
ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن، خصوصا قبائل بربرية مثل "هوارة وصنهاجة وكتامة" أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة.
وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح، فالكنعانيون ليسوا عربا، وليسوا من أبناء سام.
ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب، ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي، وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها البربر، ولا وجود للعرب آنذاك.
ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا.
وفي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا.
ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية.
وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في "برقة"، والقرطاجيون والرومان. واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم.
وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية.
منقول عن ويكيبيديا
الموسوعة الحرة و مواقع أخرى ..
الموسوعة الحرة و مواقع أخرى ..
يتبع ... معتقدات الأمازيغ القديمة
معتقدات الأمازيغ القديمة
معتقدات الأمازيغ هي التصورات الميثية والأسطورية التي نسجها الأمازيغ، وذلك إيمانا منهم بوجود قوى عليا تحرك العالم وتحكمه، وكأي شعب سعى الأمازيغ للبحث عن هذه القوى والتقرب منها. لم يؤمن الأمازيغ بآلهة أمازيغية فقط، وإنما تأثروا بمعتقدات جيرانهم المصريين كما تأثروا بالمعتقدات الفينيقية والإغريقية والرومانية، وبجانب الإيمان بتعدد الآلهة آمن الأمازيغ بالديانات الإبراهيمية.
الأمازيغ والحياةيمكن التمييز بين ظاهرتين ترتبطان بالطقوس الدينية المرتبطة ب الدفنية أيضًا ببناء الأضرحة والقبور، كما قدسوا أسلافهم وملوكهم.
الطقوس الدنية
كان الأمازيغ يدفنون انفسهم في شكل جانبي وبشكل مثني وفي أحيان أخرى في شكل جانبي. وكانوا يصبغون جثث موتاهم بالطين الأحمر أو الأوكر وكانت هذه العادة قفصية أكثر مما كانت ايبيروا-مورسية، وكلاهما يعتبران أسلافا للبربر. كشفت بعض المقابر الماقبل تاريخية أنه كانت توضع بعض الأدوات مع الميت كالأسلحة والحلي وقشور بيض النعام، ربما ليستخدمها في العالم الآخر.
خلافا لأمازيغ الشمال الأفريقي، قام الغوانش وهم سكان جزر الكناري الأصليين بتحنيط جثث موتاهم فكان البعض منها يجفف ويلف بجلد الماعز. أما في شمال أفريقيا، فقد عثر فاريزيو موري سنة 1958 عن مومياء ليبية قديمة أقدم من المومياءات المصرية القديمة.
تقديس الموتى
يعتبر مؤلف كتاب البربري الإنجليزي أن تقديس الموتى أحد أهم مميزات الأمازيغ في العصور القديمة. وبالفعل فهي ظاهرة قديمة في شمال أفريقيا غرب مصر، حيث كتب عنها بومبينوس أنه في أوجلة تعتبر أرواح الأسلاف بمثابة آلهة. إذ أنهم يقسمون بها ويستشيرونها في أمورهم ثم ينامون ليتلقوا الإجابات في شكل أحلام.
لم يغفل هيروديت الذي يرجع الفضل إليه بإمداد الكتب التاريخية بأخبار ليبيا القديمة، حيث يروي لنا في الكتاب الرابع في إطار الحديث عن قبيلة الناسمون ما يلي:
يقسمون برجال منهم عرف عنهم الورع والشجاعة في حياتهم، بعدما يضعون أيديهم على قبورهم. وهم يتعبدون بزيارة القبور التلية لأسلافهم، ويستلقون فوقها بعد الصلاة. ويتقبلون كل ما سيرونه في منامهم.
إلى يومنا هذا لايزال البربر يقدسون قبور الأولياء في شمال أفريقيا خاصة في المغرب، البلد الذي يسمى أحيانا ببلد ألف ضريح وضريح، بحيث أنه لا تكاد تخلو أي قرية من ضريح يقدسه سكانها حتى بعض المدن سميت نسبة إليها كالمدن التي تبدأ باسم: "سيدي...". ويعرف الولي أو القديس عند الأمازيغ في أيامنا باسم: "أمرابض" وهو الاسم الذي حوره الغرب في لغاتهم إلى: "مرابوط" (Marabout).
إلى جانب تقديس الأولء عبد يتضح من خلال التنقمال أفريقي يدفن موتاه في حفر صغيرة، غير أنه أدرك في ما بعد أن تلك الجثث تصبح هدفا للحيوانات المفترسة وليتفادى ذلك قام بدفنها في حفر أعمق كما قام بدفنها في الصخور والقبور الدائرية وفي قبور تشبه التلال كما هو الشأن في قبر تين هينان.
الشمس والقمريعرف القمر باسم "ايور" في اللغة الأمازيغية، والاسم نفسه كان يشير إلى الرب القمر لدى الأمازيغ كما أوضح كامبس. وعبادة القمر عموما تضرب في القدم فكما أكدها ابن خلدون، نجد أن المؤرخ اليوناني هيرودوت قد سجل أن الليبيون القدماء على اختلافهم كانوا يقدمون القرابين للشمس والقمر حيث قال:
يبدؤون بقطع أذن الضحية ويلقونها على منازلهم ثم يقتلونها بلي عنقها. يتقربون بها إلى الشمس والقمر، ولكن ليس لأي إله آخر، وهي طقوس معروفة عند كل لليبيين.
أما في القرن الأول قبل الميلاد فقد أشار شيشرون إلى تقديس الملك النوميدي ماسينيسا للشمس، حيث قال نقلا عن سيبيو أفريكانوس: "حين قدمت إليه، عانقني الشيخ - يقصد ماسينيسا - بعيون دامعة، ثم نظر إلى السماء قائلا:
أشكرك أيتها الشمس العظيمة كما أشكرك أيتها الكائنات السماوية لاستقبالي سيبيو في حياتي ومملكتي وقصري.
إلى جانب هذه الروايات التاريخية، تم العثور على نقوش باللغة اللاتينية تحمل معنى "الشمس العظيمة"، ومن أمثلتها عبارة Solo Deo Invicto التي عثر عليها في سوق احراس بالجزائر الحالية. وفي التراث المسيحي المصري نجد أن عبدة الشمس من الأمازيغ قد حاولوا إجبار الأنبا صمويل على تعظيم الشمس.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد ثور هايردال أن الأهرام الكنارية قد شيدت تعظيما للشمس، ويعتقد أن هذه العبادة قد نقلها عبدة الشمس من الأمازيغ من البحر الأبيض المتوسط إلى القارة الأمريكية مرورا بجزر الكناري.
عبد الغوانش إلهًا يسمى "أشمان"، وكانوا يقدمون له الأضحية والخمور تقربا إليه، وكان تجسيده يشبه الشمس. وفي لاس بالماس أحد جزر الكناري عبد الغوانش إلها شمسيا وكانوا يسمونه "ماجك" و"آمن" وهو اسم قد يعني "الرب"، ففي إحدى لهجات الطوارق تشير كلمة "امناي" إلى اسم الله.
كان الأمازيغ يعبدون الشمس وهي تغرب وهو ما كان متجسدا في الآلهة آمون والممثل بقرني الكبش. وإلى جانب الشمس والقمر عبد الأمازيغ الكهوف والجبال والوديان والحجارة.
الديانة المصرية الأمازيغية
المصريون القدماء هم أقدم جيران الأمازيغ، وهم أقربهم عقائديا إليها. تضرب جذور العلاقات المصرية الأمازيغية في أعماق التاريخ، وقد أشارت أقدم كتابة مصرية إلى إحدى قبائل البربر القديمة وهي التحنو. أكثر من ذلك يميل بعض المؤرخين إلى جعل أصل صحراوي قبل تاريخي مشترك بينهما، ومن ثم كان تشابك المعتقدات المصرية والأمازيغية في حالات مختلفة.
آلهة مصرية
يعد كل من الإلهين إيزيس وأوزيريس أبرز الآلهة المصرية القديمة التي اكتسحت معتقدات الأمازيغ الشرقيين، وهو ما سجله هيرودوت قائلا:
على الرغم من أن هذه القبائل الليبية لا تعرف طعم لحم البقر، فإنها تمتنع عن أكله كالمصريين للسبب نفسه، وكلاهما لا يربون الخنازير. حتى في قورينا تعتقد النساء انه من الإثم أكل لحم البقر، وهم بذلك يعظمون الربة المصرية إيزيس، حيث أن كلا من الشعبين يتقربان إليها بالصيام والاحتفالات. أما النساء البرقيات فهن لا تمتنعن عن أكل لحوم البقر فقط، وإنما تمتنعن أيضا عن أكل لحوم الخنازير.
يبدو أن هذه القبائل قد امتنعت عن أكل لحوم الخنزير لأنه كان حيوان ست المقدس، فيما امتنعوا عن أكل لحوم البقر لكون البقرة حيوان أيزيس المقدس، حسبما يرى المؤرخ الليبي محمد مصطفى بأزمة. كان أوزيريس من ضمن الآلهة المصرية التي عبدها الأمازيغ كما أن مكانا على الأقل ذكره هيرودوت كا يحمل اسم "إيزيريس". لكن على الرغم من ذلك يعتقد بيدج (وقلة أخرى من المتخصصين) أن أوزيريس كان معبودا من أصل ليبي، قائلا: "أن كل النصوص التي أشارت أليه خلال كل الفترات كانت تصب في اتجاه كونه إلها أصيلا في شرق شمال أفريقيا وأن موطنه الأصلي قد يكون ليبيا".
آلهة ليبية
أشار المصريون القدماء إلى بعض من آلهتهم على اعتبارها ليبية جاءت من شمال أفريقيا غرب مصر كما تصورا بعضها حاكمة لتلك المنطقة. من أبرز تلك المعبودات نجد الربة نايت، وهي ربة بارزة في المعتقدات المصرية اعتبرها المصريون ربة ليبية استقرت في النيل غرب الدلتا. وكان الليبيون القدماء يتزينون بوضع وشم لها على أجسادهم.
يلاحظ أيضًا أن بعضا من الآلهة المصرية القديمة قد جسدت بريشتين كالربة أمنت. والريشتين هما عادة ليبية استخدمها الأمازيغ في تزيين شعرهم كما كانت تشير إلى الدرجة الاجتماعية العالية كما صورتهم ريشة أحد الرسامين المصريين. إضافة إلى ذلك كان رمز الريشة يعني الغرب أي بلاد الأمازيغ في الكتابة الهيروغليفية كان الغرب يسمى "أمنت" في اللغة المصرية القديمة وهو ما يمكن ربطة باسم إحدى الربات المصريات هي آمن أو أمنتت.
إذا كان من الممكن الجزم بأصل ألاه ما في كل من العقيدتين المصرية والأمازيغية، فإن الرب آمون سيكون بمثابة استثناء، فهو أعظم الآلهة في المعتقدين المصري والليبي. وإذا كانت معظم المصادر الحديثة قد أغفلت عن وجوده في الميث الأمازيغي، فقد كان لآمون حضور بارزا في التفاعلات التاريخية القديمة في شمال أفريقيا.
لم تقتصر عبادة آمون الليبي على الأمازيغ فقط، بل تجاوز إشعاع هذا الرب ليكون الرب الأعلى في مورفولوجيا المعتقدات الشمال الأفريقية غرب مصر، فحين وصل التجار الفينيقيون إلى شواطئ أفريقيا وشيدوا مدينة قرطاج كانوا يحملون معهم آلهتهم الفينيقية وخاصة كبير آلهتهم بعل. لكن بمجرد ما بدؤوا يتفاعلون مع البربر، بدأ آمون يفرض وجوده حتى اقترن ببعل في ما أصبح يعرف ب:"بعل - حمون" عند القرطاجيين.
أما عندما استقر الإغريق في قورينا الليبية، انتشر إشعاع آمون حتى في المدن الإغريقية، وإذا عبده بعض القورينيون باسمه، فقد وحده الإغريق بكبير آلهتهم زيوس، فكان هيرودوت يسميه أحيانا بـ "زيوس سيوة". وسيوة هي واحة اشتهرت في العالم القديم بمعبد "وحي آمون"، وحج إليها ألكسندر العظيم ليتم تسميته بابن زيوس.
الديانة الفينيقية الأمازيغية
الفينيقيون هم أحد الشعوب السامية، نسبة إلى ابن نوح "سام". أصلهم من فينيقيا في لبنان الحالية، وكانوا بحارة مهرة استقروا على السواحل المتوسطية، شيدوا قرطاج في تونس الحالية وتعاملوا مع سكانها وتزاوجوا معهم وربطتهم علاقات يمكن تقسيمها إلى مرحلتين بحسب أثرهما على ديانة الطرفين:
ما قبل حرب هيميرافي القرون الأولى من حياة قرطاج لم تكن هناك علاقات قوية بين الليبيين والفينيقيين. استمر فينيقيو قرطاج بعبادة آلهتهم الأصلية خاصة بعل وعشتارت. واستمرت هذه العبادات الأصلية إلى وقوع ما يعرف بحرب هيميرا بحيث هزم القرطاجيون بسهولة ضد الإغريق.
بعد معركة هيميرا بعد هزيمتهم أمام الإغريق، بدأ القرطاجيون بتغيير علاقاتهم مع الليبيين، بعدها سيصبح للأمازيغ دور فاعل في قرطاج بحيث تستفيد قرطاج من الجيش الليبي الذي سيكون قوة ضاربة في جيش هنبعل. إلى جانب هذه التغيرات العسكرية تم تغيير الحكم في قرطاج كما اكتسحت المعبودات الليبية المعتقدات القرطاجية. فبعد أن كانت عشتارت ربة عظيمة في قرطاج استبدلت بربة ليبية اسمها تانيت وهي ربة تمتعت بنفوذ واسع، وكان القرطاجيون يقدمون لها أبناءها تقربا إليها خاصة الفقراء منهم. أما بعل كبير آلهة الفينيقيين فقد دمج مع آمون كبير آلهة الليبيين وهو ما أصبح يعرف باسم بعل-حمون. يذكر أن بعض الأسماء النوميدية والفينيقية كانت تتكون جزئيا من اسم بعل ك: "أدهربل" و"حنيبعل".
الديانة الإغريقية الأمازيغية
تعتبر قورينا المركز الحضاري الأساسي الذي تلاقحت فيه الثقافتين الأمازيغية والإغريقية، إذ أثرت كل منهما في الأخرى. لكن على الرغم من هذا التفاعل الايجابي بينهما، عرفت علاقاتهما توترات انتهت بحروب قوية. عموما يمكن التمييز بين مرحلتين في العلاقات الأمازيغية الإغريقية، كما لكل مرحلة منهما طابعا متميزا أضفته على مورفولوجيا عقيدة الشعبين.
قبل معركة أيراسامنذ الوهلة الأولى يتجلى التأثير الليبي في المجتمع القوريني في الاسم "قورينا" نفسه. يرجع أصل التسمية حسب الأسطورة إلى صيادة أسود ليبية شجاعة كان اسمها سيري أو كيري. تفيد الأسطورة أن ألاه الإغريق أعجب بها واتخذها رفيقة له، كما اتخذها القورينيون حامية لهم إلى جانب أبولو. تزاوج الإغريق مع الليبيات كما تبنوا تقاليد ليبية، وتعلموا ربط أربعة أحصنة بالعربة من الليبيين.
أما من الناحية العقائدية، فقد بنى القورينيون معبدا للإله آمون، ووحدوه في ما بعد بكبير آلهتهم زيوس. وعن طريق القورينين عرفت عبادة آمون شهرة واسعة في بلاد الإغريق ويذكر المؤرخون أن ألكسندر المقدوني قطع مئات الكيلومترات عبر الصحراء ليصل إلى معبد آمون في سيوة حيث تم تبنيه كابن لزيوس.
إلى جانب عبادة آمون، يذكر المؤرخون القدماء أن آثينا الربة الإغريقية التي منحت اسمها للمدينة الإغريقية أثينا، من أصل ليبي. وهيرودوت يعتبر أبرزهم حيث قام بتغطية عبادة هذه الربة في ليبيا، وهو يعتقد أنها هي نفسها الربة نايث التي كانت تعبد حول حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت من بوصيدون والبحيرة تريتونيس، بحسب الأسطورة الليبية. ويعتقد هيرودوت أن لباسها والأيغيس من أصل ليبي، لأنها مشابهة لما ترتديه النساء الليبيات.
يذكر هيرودوت إلى جانب ذلك أن بوصيدون، أخ كبير آلهة الإغريق زيوس، ألاه ليبي في الأصل وأن الإغريق قد عرفوه عنهم، حيث يقول:
... وتلك المعبودات التي يزعمون (يقصد المصريين) عدم معرفتهم لها، وعلمهم بها، يبدو لي، أنها كانت ذات أصول وخصائص بلسجية ما عدا بوسيدون، فإن معرفة الإغريق لهذا الإله، قد كانت عن طريق الليبيين، إذ ما من شعب انتشرت عبادة بوسيدون بين أفراده منذ عصور عريقة غير الشعب الليبي، الذي عبده أبدا، ومنذ القديم.(الكتاب الثاني: 50)
على العموم، يبدو أن بعض الآلهة الإغريقية مرتبطة بشكل أو بآخر ببلاد البربر، فقد اعتقد الإغريق القدماء أن الربة لاميا من أصل ليبي اتخذها زيوس زوجة له، كما اعتقدوا أيضا بالأصل الليبي ل:"مادوسا" و"الغورغون". اعتمادا على كتابات هيرودوت يبدو أن الإغريق عرفوا الرب تريتون في بادئ الأمر في ليبيا. ويميل بعض المؤرخين القدماء إلى اعتبار أن حدائق الهسبريدس كانت توجد في المغرب الحالي في مدينة طنجة على الأرجح. وقد كان الإغريق يعتقدون أن الهسبريدس حدائق للعملاق أطلس الذي حكم عليه زيوس بحمل السماء، وأسطورة العملاق أطلس تنطبق مع رواية هيرودوت الذي سجل أن بعض قبائل البربر كانت تعبد الجبل أطلس وأن تلك القبائل كانت تعتبره أعمدة السماء.
بعد معركة أيراسا بدأ الانسجام بين الشعبين يتلاشى في عهد باتوس الثاني، فقد قام هذا الأخير بدعوة مجموعات إغريقية أخرى إلى قورينا الشيء الذي بدأ يقلق الليبيين الذين رؤوا في ذلك تهديدا لوجودهم. لجأ الليبيون في بادئ الأمر إلى طلب العون من المصريين وهو ما كان لهم، غير أن الإغريق تمكنوا من هزمهما.
يبدو أن هذا الصراع الليبي الإغريقي قد وجد له نصيبا في عقيدة كل من الشعبين، بحيث يعتبر أنتايوس تجسيدا لذلك الصراع. كان أنتايوس ابن بوصيدون آله البحر والربة غايا ربة الأرض، وكانت له رفيقة اسمها طينجس.
تحكي الأسطورة أن العملاق الإغريقي هرقل توجه إلى شمال أفريقيا والتقى أنتايوس الذي لا يهزم طالما كان بإمكانه الاتصال بأمه الأرض، لكن هرقل اكتشف الأمر فرفعه عنها إلى أن هشم أضلاعه وتمكن منه. بعدما قضى هرقل على أنتايوس اتخذ تينجيس رفيقة له، وأنجبت منه ابنا يسمى صوفوكس، زعم بعض الحكام الليبيين أنهم أحفاده كأمثال: "يوبا الأول". وإذا كانت بعض المصادر القديمة قد وصفت أنتايوس بملك أيراسا، فإن الروايات الأخرى اعتبرته حامي بلاد البربر في طنجة، حيث أورد بلوتارك ما يلي:
يروي الليبيون أنهم دفنوا أنتايوس في هذه المدينة "طنجة"، وقد قام سيرتوريوس بفتح قبره واندهش من حجمه الشيء الذي جعله يشكك في رواية هؤلاء البرابرة.
الديانة الرومانية الأمازيغية
بدأت الروابط الرومانية الأمازيغية كتحالف نوميدي روماني ضد قرطاج، فبعد هجوم هنبعل الذي هدد وجود روما، قرر الرومان تدمير قرطاج وكانت الظروف ملائمة لتحالف قوي مع النوميديين، وبالفعل تم تدمير قرطاج البونيقية لكن سرعان ما ضمت أراضى نوميديا إلى الإمبراطورية الرومانية.
قبل رومنة البربر زمن المقاومة، برزت آلهة حربية اعتبرها الأمازيغ القدماء أربابا للحروب تقف إلى جانبهم وتحميهم. وفي زمن مقاومة البربر للرومان برزت الربة أفري أو أفرو وهي ربة يشير اسمها إلى الكهف وتعتبر ربة حامية لبلاد البربر كانت ذا نفوذ واسع حسب ما ذكر بيلينوس الشيخ من أنه لايجرؤ أحد على الأقدام على عمل ما حتى يستشير الربة أفريقيا أي افري. ظهرت هذه الربة على نقود نوميدية منذ القرن الأول قبل الميلاد، ورافقت الأمازيغ في حروبهم ضد الرومان. أما عندما استقر الرومان في شمال أفريقيا بدأ تجسيد هذه الربة على النقود الرومانية في شمال أفريقيا كما اتخذها الرومان حامية لهم.
إلى جانب افري، عرف الأمازيغ عبادة غورزيل المجسد برأس الثور ،وهو ابن وحي آمون، وقد حمله الأمازيغ في حروبهم ضد البيزنطيين ويذكر كوريبوس أن شخصية مورية تدعى جرنة كان يعتبر الراهب الأعلى ل: "غورزيل" كما كان شيخ قبيلة لواتة ورئيس كونفدرالية القبائل المورية في حروبهم ضد البيزنطيين. ويروي الكاتب نفسه أنه عندما انهزم المور (يطانيون) فر جرنة وهو يحمل الصورة المقدسة إله غورزيل، غير أن أعداءه لحقوا به ودمروا صورة إله. ويعتقد الباحثون أن أنقاض معبد في المدينة الليبية غيرزا (Ghirza) كانت في الأصل معبدا ل:"غورزيل"، ويبدوا أن المدينة نفسها قد سميت نسبة أليه.
التأثير الروماني
بعد احتلال شمال غرب أفريقيا، انتشرت عبادات من أصل روماني في تلك البلدان وكان أشهرها عبادة جوبيتر كبير آلهة الرومان وهو الإله الذي عرفه البربر باسم ماستيمان. كما أحدث تمازج بين كبير آلهة الليبيين آمون وبين كبير آلهة الرومان جوبيتر بحيث أصبح يطلق على ذلك الإله اسم "جوبيتر-آمون". انتشرت أيضًا عبادة الإله الروماني "ساتورنوس" الذي كان له تأثير كبير على معتقدات أفريقيا الرومانية، إذ يورد القديس ترتوليان أن الأطفال كانوا يقدمون علنا كقربان إلى ساتورن. ويميل بعض المؤرخين إلى اعتبار ساتورن الشمال أفريقي في جوهره امتدادا لعبادة الرب القرطاجي "بعل حمون".
في عهد حكم الإمبراطور الليبي الأصل سبتيموس سيفيروس، أدخلت عبادة تانيت الليبية إلى روما.
يتبع ..
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق